Breadcrumb
الأمين العام يحذر من مستويات انبعاث الغازات الدفيئة: أخدود من الوعود الكاذبة والحيوات المدمرة
قال الأمين العام للأمم المتحدة إن انبعاثات الغازات الدفيئة وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بزيادة قدرها 1.2 في المائة العام الماضي. وأضاف أن الاتجاهات الحالية تقود كوكبنا إلى نهاية مسدودة ترتفع فيها درجات الحرارة بمقدار ثلاث درجات.
جاءت تصريحات أنطونيو غوتيريش في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم الاثنين لإطلاق تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2023 الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وقال غوتيريش إن التقرير يظهر أنه إذا لم يتغير شيء، ستكون الانبعاثات عام 2023 أعلى بمقدار 22 جيجا طن من الحد الذي يسمح به مستوى الهدف المتعلق بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض كيلا يتعدى 1.5 درجة مئوية.
وذكر غوتيريش أن تقرير فجوة الانبعاثات يظهر أن تلك الفجوة أشبه "بأخدود انبعاثات مليء بالوعود الكاذبة والحيوات المدمرة والأرقام المحطمة".
"الجذر المسموم: الوقود الأحفوري"
وأوضح أمين عام الأمم المتحدة أنه لا يزال من الممكن جعل هدف 1.5 درجة مئوية حقيقة واقعة، مضيفا أن "الأمر يتطلب اقتلاع الجذر المسموم لأزمة المناخ وهو: الوقود الأحفوري. ويتطلب تحولا عادلا ومنصفا لمصادر الطاقة المتجددة".
وأضاف أن القادة يجب عليهم أن يطوروا من قواعد اللعبة بشكل جذري عبر "طموح قياسي، وإجراءات قياسية، وتخفيضات قياسية للانبعاثات".
وأكد أن الجولة القادمة من خطط المناخ الوطنية ستكون "محورية"، والتي يجب دعمها بالتمويل والتكنولوجيا والشراكات كي تكون ممكنة التحقيق، مضيفا أن "مهمة القادة في مؤتمر المناخ (COP28) هي التأكد من حدوث ذلك".
وأشار إلى أن مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) سيستجيب إلى التقييم العالمي، وهو جرد لخطط المناخ الخاصة بكل بلد والذي سيوضح مدى بعد العالم عن تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وقال إن الاستجابة للتقييم العالمي "لابد أن تشعل فتيل تفجر الطموح في عام 2025".
التعاون واستعادة الثقة
ودعا الأمين العام البلدان للالتزام بزيادة قدرات الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة، وتوفير الطاقة النظيفة للجميع بحلول عام 2030 في إطار استجابتها للتقييم العالمي.
وحث الحكومات كذلك على وضع سياسات وأنظمة لمنح القطاع الخاص اليقين والقدرة على التنبؤ الذي يحتاج إليه بشدة.
وأكد أن تحقيق كل ذلك يعتمد على التعاون بين الدول وعملها معا، فضلا عن استعادة الثقة بين البلدان المتقدمة والنامية، "والتي تضررت بشدة بسبب الوعود الكاذبة والإجراءات البطيئة".
وشدد على أنه يتعين على البلدان المتقدمة أن تفي بوعدها بتوفير 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ، وأن تقدم خطة واضحة حول كيفية الوفاء بالتزامهم بمضاعفة تمويل التكيف إلى ما لا يقل عن 40 مليار دولار سنويا بحلول عام 2025.
وأضاف أن مؤتمر المناخ (COP28) "يجب أن يهيؤنا إلى اتخاذ إجراءات دراماتيكية بشأن المناخ، الآن".
وتحدث الأمين العام عن زيارته المرتقبة للقطب الجنوبي، مشيرا إلى أنه سيحمل تجربته إلى COP28 "حيث سأدعو إلى اتخاذ إجراءات تتناسب مع حجم الأزمة التي نواجهها".
الأرقام القياسية الخاطئة
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن إن الأرقام الرئيسية التي وردت في تقرير فجوة الانبعاثات "مثيرة للقلق بشكل كبير"، مضيفة أن "الإنسانية تحطم كل الأرقام القياسية الخاطئة فيما يتعلق بالتغير المناخي".
وأضافت أثناء المؤتمر الصحفي الذي شاركت فيه من نيروبي عبر الفيديو، أن إصدار 2023 من تقرير فجوة الانبعاثات يعني أن الأمر سيتطلب "تحولا هائلا وعاجلا" لتجنب تسجيل هذه الأرقام القياسية التي تحدث عاما بعد عام، ولتجنب عودة برنامج الأمم المتحدة للبيئة وآخرين لإطلاق نفس التحذيرات بانتظام والتي لا يتم الالتفاف إليها.
وقالت إن التغيير يجب أن يحدث بشكل أسرع في صورة تحولات تنموية منخفضة الكربون على مستوى الاقتصاد بالكامل، مع التركيز بقوة على الطاقة.
وأكدت أنه لا يمكن للحكومات الاستمرار في التعهد بخفض الانبعاثات بموجب اتفاق باريس ثم إعطاء الضوء الأخضر لمشاريع الوقود الأحفوري الضخمة، منبهة إلى أن هذا يضع تحول الطاقة العالمي ومستقبل البشرية موضع تساؤل.
وأضافت "سيتعين على البلدان التي تتمتع بقدرة ومسؤولية أكبر عن توليد الانبعاثات، اتخاذ إجراءات أكثر طموحا، وتقديم الدعم المالي والفني للدول النامية".
كما دعت البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، المسؤولة عن إصدار أكثر من ثلثي الانبعاثات العالمية، إلى أن تلبي احتياجاتها وتطلعاتها التنموية المشروعة من خلال مسارات نمو منخفضة الانبعاثات.
وقالت إنه "إذا لم نقم بإجراء التخفيضات الموضحة في هذا التقرير، فسنحتاج إلى الاستعداد لجهود أكبر وأكثر تكلفة في ثلاثينيات القرن الحالي". وأضافت أنه "كلما انتظرنا، كلما أصبح الأمر أكثر صعوبة".