Breadcrumb
في غياب الوقود والضمانات، تحذير من تدهور ظروف العمل الإنساني في غزة "كل ساعة"
قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، إن "الأرواح في غزة "معلقة بخيط رفيع" بسبب نفاد الوقود والإمدادات الطبية.
وفي حديثه اليوم الاثنين للصحفيين في نيويورك عبر تقنية الفيديو من القدس الشرقية، قال السيد دي دومينيكو إن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن المرضى بدأوا يموتون بالفعل مع اشتداد القتال في المستشفيات شمال غزة وحولها، وخاصة حول مستشفى الشفاء.
وأكد أن البنية التحتية الحيوية في المستشفى تعرضت للضرر بما في ذلك خزانات المياه ومحطات الأكسجين ومرفق القلب والأوعية الدموية وجناح الولادة، كما تم الإبلاغ عن مقتل ثلاثة ممرضين.
وذكر أن بعض الأشخاص تمكنوا من الفرار من المستشفى في ظروف خطيرة للغاية، ولكن آخرين ما زالوا عالقين داخل المستشفى خائفين من مغادرته أو غير قادرين على ذلك لأسباب طبية.
وأشار إلى إعلان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن توقف مستشفى القدس في مدينة غزة عن العمل بسبب الأضرار التي لحقت بخط المولد الرئيسي، والذي لم يكن من الممكن إصلاحه خلال أعمال العنف الدائرة.
وأضاف: "في جميع الأحوال، أبلغنا الهلال الأحمر الفلسطيني أن لديه ما يكفي من الوقود لمدة 24 ساعة فقط، وأي إمكانية للبحث أو العثور على الوقود شبه مستحيلة وخطيرة للغاية نظرا لوجود قناصة يطلقون النار على المستشفى وحوله".
النزوح نحو الجنوب
وقال السيد دي دومينيكو إن موظفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يقدرون أن ما مجموعه 230 ألف شخص تقريبا فروا من شمال غزة إلى الجنوب باستخدام "الممر" الذي تم الإعلان عنه بشكل أحادي من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين أجرى موظفو الأوتشا مقابلات معهم وصفوا الوضع على طول الطريق بأنه خطير للغاية. وقال إن المكتب يتلقى تقارير تشير إلى اعتقال عدد من الأشخاص الذين حاولوا الانتقال إلى الجنوب، ولا سيما من الرجال.
وقال: "وصل الناس سيرا على الأقدام بشكل أساسي، وهم عطشى ومرهقون، وفي كثير من الأحيان ليست لديهم أي فكرة محددة عن المكان الذي سيقيمون فيه. تدعم بعض المنظمات غير الحكومية المحلية أولئك الذين يصلون بالمياه والبسكويت، وتقدم لهم القليل من المساعدة، وتحاول تزويدهم بمعلومات حول المكان الذي يمكنهم الوصول فيه إلى مأوى، على الرغم من أن الخيارات محدودة للغاية لأن الأعداد الموجودة في أماكن الإيواء تفوق طاقتها الاستيعابية والظروف فيها مثيرة للقلق بشكل جدي".
وحول توصيل المساعدات إلى شمال غزة، قال دي دومينيكو إن العاملين في مجال الإغاثة تمكنوا من توصيل بعض المساعدات محاولين التنسيق مع الجانب الإسرائيلي. وأضاف أن المنظمات الإنسانية قررت بعد ذلك اتباع نظام "الإخطار البسيط" وخاطر زملاء من منظمة الصحة العالمية وغيرها بالعبور وتوصيل المساعدات إلى مستشفى الشفاء.
وحتى هذه الأعمال لم تعد ممكنة منذ خمسة أيام، حيث أصبح الوضع خطيرا للغاية مع وصول القوات الإسرائيلية إلى وسط المدينة. وقال إن عاملي الإغاثة لم يتمكنوا منذ ذلك الوقت من تنسيق أي عمليات في الشمال.
الأمور تتدهور كل ساعة
وقال مسؤول الأوتشا إن 76 شاحنة دخلت غزة يوم أمس، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي 980 منذ السماح للشاحنات بدخول القطاع في الحادي والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، ولكنه شدد على أن هذا العدد لا يزال بعيدا جدا عن المطلوب.
وقال إن وصول بعض الشاحنات ليلا يُعد معقدا للغاية لأنه يعرض الفرق إلى المخاطر والتهديدات. وأشار إلى وقوع بعض الحوادث المثيرة للقلق البالغ، بما في ذلك حالات "تعرضت فيها القوافل لإطلاق النيران من قبل - لا أعرف من - طرف ما"، مما يعني أنه حتى القوافل الإنسانية ليست آمنة، "على الرغم من أنها مرئية تماما ويمكن التعرف عليها على هذا النحو".
وقال: "في الواقع، بدلا من زيادة هذه المساعدات التي نحتاجها بشدة، أبلغنا زملاؤنا في الأونروا أنه بسبب نقص الوقود، فإن عمليات استلام الشاحنات لن تكون ممكنة اعتبارا من الغد".
وشدد على أن الظروف التشغيلية بشكل عام "تتدهور كل ساعة"، وأضاف: "ليس لدينا وقود ولا اتصالات ولا ضمانات باحترام مباني الأمم المتحدة أو إخطار المواقع، بما يقوض قدرتنا على العمل".
قال السيد دي دومينيكو إن دار الضيافة التابع للأونروا في رفح جنوب قطاع غزة قد لحقت به أضرار جسيمة نتيجة ضربات شنتها القوات البحرية الإسرائيلية.
وكانت الأونروا قد ذكرت أن دار الضيافة تعرض لثلاث ضربات مباشرة من البحرية الإسرائيلية. وقالت إن هذا "الهجوم مؤشر آخر على عدم وجود مكان آمن في غزة".
وقال مسؤول الشؤون الإنسانية إن موظفي الأمم المتحدة الدوليين الموجودين في رفح كانوا قد غادروا المبنى قبل ساعة ونصف فقط من القصف، مضيفا أن عدم وجود أحد في المبنى كان "بمحض الصدفة".
وأضاف: "لقد تواصلنا بالطبع مع الإسرائيليين لفهم الظروف، ولكن تم إطلاق ثلاث قذائف مختلفة على الدار، لذلك يبدو الأمر إشكاليا بعض الشيء من وجهة نظرنا".
على شفا كارثة كبرى
وقال مسؤول الأوتشا إن المجتمع الإنساني يدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، الأمر الذي يتطلب موافقة جميع الأطراف.
وأعرب عن دعم مجتمع العمل الإنساني أيضا للإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن وتسهيل إيصال المساعدات حيثما يكون الناس في حاجة إليها، ودعا جميع الأطراف إلى احترام المستشفيات التي يحميها القانون الدولي الإنساني بشكل خاص. وقال إن الوقت ينفد قبل وقوع كارثة كبرى.