Breadcrumb
مبادرة النداء لإحياء الحرف التراثية واليدوية: تمكين المرأة في صعيد مصر
منذ عام 2012 بالتعاون مع الحكومة المصرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تعمل المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" على خلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة في صعيد مصر من خلال تعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وريادة الأعمال، وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة.
ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر مع مبادرة النداء على تمكين المرأة في الصعيد (جنوب مصر) اقتصاديا واجتماعيا بتعليمهن حرفا يدوية تدر عليهن دخلا يساعدهن على مواجهة أعباء الحياة.
مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب يسلط الضوء في التقرير التالي على الحرف اليدوية والتراثية التي تعلمتها المرأة الصعيدية في إطار المبادرة.
على بعد أكثر من سبعمائة كيلو متر من القاهرة شمال مصر، تجولنا في محافظة قنا الجنوبية بعدة قرى ومدن في مراكز قنا وقوص ونقادة لنجد سيدات وفتيات حولن عظام الجمال وقرون الجاموس لمنحوتات فنية رائعة كما تحكي شويكار خليفة:
"المرحلة الأولى هي مرحلة معالجة عظام الجمال أو قرون الجاموس بغليها تحت درجة حرارة مرتفعة، ثم يتم وضعها في مادة البطاس لمدة، ثم تبدأ مرحلة تقطيع العظام وصنفرتها وتزويدها بمادتي الأكسجين والنشادر لتكون جاهزة للتشكيل في قطع فنية متنوعة".
ويحتاج نحت الشكل الفني من عظام الجمال وقرون الجاموس لبعض الوقت إلى جانب التركيز والدقة، كما تقول جمالات رضوان المشرفة بإحدى الورش في قنا:
"وبعد تقطيع عظام الجمال وقرون الجاموس تتم عملية التنظيف والصنفرة مرة أخرى لتصبح القطع جاهزة للتشكيل والزخرفة".
ويشارك البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بمصر نساء مؤسسة النداء بمركز نقادة بمحافظة قنا لإحياء صناعة الحرير المعروفة بالفركة من خلال تربية دودة القز وإنتاج سجاد يدوي ذي ألوان جذابة. لكن الأمر لا يبدو سهلا ويحتاج لجهد ووقت ومراحل محددة، كما تقول أم علي:
"نستقبل دود القز على شكل بيض يتحول في غضون أسبوعين على الأكثر إلى شرنقات التي هي منبع خيوط الحرير، ويتم تجميعها وفرزها بشكل منتظم في مدة أقصاها 7 أيام لتكون جاهزة لتحويلها لقطع فنية متنوعة".
استطاعت سيدات وفتيات نقادة بمحافظة قنا إنتاج الحرير الطبيعي من دودة القز في تجربة كانت في بدايتها صعبة للغاية، كما حكت لنا سمية علي وريم حمدي:
"لم أكن أعرف أي شيء عن النول أو الفركة أو صناعة الحرير والسجاد، وحينما أتيت إلى هنا تعلمت بعد تدريبي بفترة وجيزة وبسرعة حياكة الطرح وأغطية الرأس وصناعة السجاد".
"تعلمت الكثير من فنون الحياكة والتفصيل كقص الطرح وتزيينها والرسم عليها كما تعلمت الطريقة الأفضل للتعامل مع الآلات".
ويقول علي ماهر المشرف بالمبادرة المصرية للتنمية المتكاملة النداء إننا بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة نسعى لتمكين المرأة اقتصاديا، وأضاف:
"قمنا بإدخال حرفة نحت عظام الجمال وقرون الجاموس لأول مرة في محافظة قنا لنزيل الغبار عن مواهب مدفونة لسيدات وفتيات المحافظة. كما سعينا لإدخال حرفة إنتاج الحرير من دودة القز المعروفة بالفركة وإنتاج السجاد لأول مرة في محافظة قنا، وقمنا بتعليم وتدريب عدد كبير من السيدات والفتيات في قنا وقوص ونقادة".
وتستمر شراكة البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بمصر مع الشركاء كمؤسسة النداء لمرحلة جديدة، يتيح فيها البرنامج دعما بقيمة 100 ألف دولار، تستهدف تعزيز جهود تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في صعيد مصر، واستخدام منهجيات متكاملة لدعم النمو الشامل والمستدام، كما يقول اليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر:
"من المهم أن نضع النساء والفتيات في اهتماماتنا أكثر من أي وقت مضى، وأن نواصل ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة في صنع القرار. ولقد حققت مصر إنجازات هامة في مجال تمكين السيدات والفتيات، حيث يكفل الدستور المصري المساواة في الحقوق والأجور وتكافؤ الفرص. وسنستمر في دعم الحومة المصرية لتمكين المرأة والفتاة، والاستثمار في صحتهن وتعليمهن، خاصة التعليم الرقمي، إضافة للاستثمار في الفرص الاقتصادية. والاستثمار فيهن لا يؤدي لتحسين حياتهن فحسب، بل تحسين حياة الأفراد والمجتمعات المحيطة، وهذا يعد من أفضل الطرق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
الشراكة بين البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بمصر ومؤسسات المجتمع المدني، ومنها مبادرة النداء، تستهدف تمكين النساء والفتيات، لا سيما في المناطق الأكثر فقرا، ليتناغم ذلك مع المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بمنح أكبر عدد من النساء فرصة التغيير لتحسين ظروف الحياة.
خالد عبد الوهاب لأخبار الأمم المتحدة