Breadcrumb
المرأة في الإسلام: نائبة الأمين العام تدعو إلى مستقبل لا تعد فيه حقوق النساء موضع تساؤل
دعت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد إلى العمل على تحقيق "دعوة الإسلام إلى العدالة والمساواة وطلب المعرفة من خلال بناء عالم أكثر إنصافا للجميع".
تحدثت نائبة الأمين العام في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام، الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي، خلال الفترة من 6 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في مدينة جدة.
وأعربت أمينة محمد عن تقديرها للجهات المنظمة لتطوير منصة يتم فيها تضخيم أصوات النساء، حيث لا يتحدثن فقط عن الكفاح من أجل البقاء ولكن عن الازدهار - وحيث تتطلع النساء إلى مستقبل لم تعد فيه حقوقهن موضع تساؤل بل حقيقة لا يمكن إنكارها.
وأشادت أمينة محمد بالخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية نحو تحول سريع وعميق تلعب فيه النساء والشباب دورا حاسما في تشكيل المستقبل.
الوضع في غزة
وأعربت نائبة الأمين العام عن الأسف لأن هذا المؤتمر يقام في خضم أزمة إنسانية "تتكشف فصولها في إسرائيل وغزة، حيث تم اختطاف أطفال أبرياء وقتل آلاف آخرين، وكلهم يتحملون وطأة هذه الحرب دون أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه".
وجددت إدانة الأمين العام القوية لأي قتل للمدنيين وأخذهم رهائن، بمن في ذلك النساء والأطفال، داعية إلى إطلاق سراحهم غير المشروط، فضلا عن ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، ووقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ووصول المساعدات الإنسانية الضرورية، دون عوائق، إلى الناس في غزة. وأضافت قائلة:
"يجب علينا، في هذه المنطقة والعالم، أن نبذل قصارى جهدنا لإنهاء هذا العنف المروع والألم والمعاناة والعودة إلى طاولة السلام... إن عقيدتنا الإسلامية تتطلب منا أن نهتم بجيراننا في أوقات الحاجة".
مساهمات نسوية استثنائية في الحضارة الإسلامية
ودعت أمينة محمد إلى الإقرار بالمساهمات الاستثنائية التي قدمتها النساء في الحضارة الإسلامية- من اتخاذ القرار إلى نصح القادة وعلاج المرضى إلى التعليم وتمويل الحملات بل والاستشهاد، حسبما قالت.
وأوضحت أن الإسلام، ومنذ بدايته، اعترف بحق المرأة في المشاركة في صنع القرار السياسي، وفي الميراث، وتملك الممتلكات والأعمال التجارية. ولكن مع ذلك، وبعد مرور قرون عديدة، لا تزال المرأة متخلفة عن الركب في العديد من البلدان وفي العديد من مجالات الحياة. ومضت قائلة:
"يشرفني أن أكون جزءا من المناقشة والمساهمة حول كيفية العودة إلى رؤية الإسلام الأصلية والجميلة المتمثلة في قياس الفرد ليس حسب جنسه، ولكن بقوة إيمانه وفضائل أعماله".
ثلاث جبهات للعمل
وقالت السيدة أمينة محمد إن هذا المؤتمر يبرهن أنه من الممكن إيجاد عالم مختلف - عالم يتم فيه احترام كرامة الجميع وحمايتها. وسلطت الضوء على ثلاث جبهات قالت إنه يمكن بدء العمل بها في سبيل تصحيح الأخطاء:
أولا، التعليم:
في هذا الصدد، شددت أمينة محمد على ضرورة أن نبذل مزيدا من الجهود لضمان الحق في التعليم للجميع، وخاصة النساء والفتيات في كل مكان، لأن القرآن الكريم يأمرنا بذلك من خلال الآية الكريمة: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".
ثانيا، التمكين الاقتصادي:
وهنا قالت إن تعزيز الفرص والحقوق الاقتصادية للنساء والفتيات ليس مجرد مسألة إنصاف أو مساواة؛ إنها مسألة عدالة وتقدم ورخاء للمجتمع بأسره.
وثالثا، السلام:
قالت أمينة محمد إنه يجب علينا أن نعزز القيادة النسائية - وخاصة في مسائل حل النزاعات والوساطة والحفاظ على السلام.