تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حوار – مسؤول في منظمة الصحة العالمية يدين الاعتداء على المؤسسات الصحية في غزة

في أعقاب التقارير التي أفادت بوقوع هجمات على سيارات إسعاف تقوم بإجلاء المرضى أمام مدخل مستشفى الشفاء في غزة، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط إن المنظمة تدين الاعتداءات على المؤسسات الصحية والعاملين فيها. 

وأضاف الدكتور أحمد المنظري – في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة – أن مثل تلك الأعمال هي "اعتداء صارخ على القيم والمبادئ الإنسانية"

وأكد أن كل من يقوم بتلك الأعمال "يجب أن يُحاسب"، وأنه "لا حجة" للقيام بها.

وتحدث المسؤول الأممي عن التأثير السلبي للوضع الراهن على عمل المنظمات الدولية في دعم القطاع الصحي بسبب صعوبة التحرك على الأرض في ظل انعدام الأمن، وتضرر البنى التحتية والمستشفيات، فضلا عن عدم القدرة على إيصال المستلزمات الطبية بما فيها الأدوية المنقذة للحياة.

وأشار إلى أن فرق المنظمة تنظم رحلات إلى شمال غزة لتوصيل المساعدات، ولكن على "نطاق ضيق جدا" بسبب انعدام الأمن في تلك المناطق.

فيما يلي نص الحوار مع المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري:

Soundcloud

 

أخبار الأمم المتحدة: قالت وزارة الصحة في غزة إن قافلة لسيارات الاسعاف تعرضت للقصف بالقرب من مستشفى الشفاء في القطاع، كيف تعلقون على هذا الأمر؟

د. أحمد المنظري: تعليقنا على هذا الأمر كالعادة، ندين مثل هذه الاعتداءات على المؤسسات الصحية والعاملين في هذه المؤسسات، المرضى وأقاربهم الموجودين في هذه المؤسسات والنازحين – حسب ظروف غزة حاليا – الذين يلجأون إلى هذه الأماكن باعتبارها من أكثر الأماكن أمنا في مثل هذه الحالات.

يعتبر هذا خرقا صارخا للقانون الإنساني الدولي، واعتداء صارخا على القيم والمبادئ الإنسانية. 

والمنظمة تدعو في المقام الأول جميع الأطراف- بالأخص الأطراف التي لها اليد العليا، وفي يدها القوة والسلطة للقيام بمثل هذه الأعمال- أن تتوقف عن مثل هذه الأعمال اللا إنسانية. 

وكذلك تدعو المجتمع الدولي بوقفة شجاعة ضد هذه الأعمال الإجرامية، وتحويل الأقوال التي سمعناها، مرارا وتكرارا منذ اندلاع هذه الأزمة، على مختلف المستويات، إلى أفعال. 

نحن الآن نتكلم عن قطاع غزة، والأبرياء في قطاع غزة. يجب أن يُحاسب من يقوم بمثل هذه الأعمال. لا توجد حجة للقيام بمثل هذه الأعمال.

أخبار الأمم المتحدة: كيف يمكن أن تنعكس التعقيدات الأمنية والتحديات التي يواجهها القطاع الصحي على الدور الذي تبذله منظمة الصحة العالمية في تقديم المساعدة والدعم على الأرض؟

د. أحمد المنظري: ينعكس هذا سلبا على دور المنظمة وكذلك المنظمات الأممية الأخرى والمنظمات المدنية التي لها علاقة بمجال الصحة. لا نستطيع التحرك أولا على أرض الميدان للتعامل مع المصابين بسبب انعدام الأمن، كما لاحظتم، واستهداف سيارات الإسعاف والعاملين فيها. وبسبب هدم البنى التحتية من شوارع موصلة لمناطق النزاع والرجوع إلى المؤسسات الصحية. وبسبب عدم مقدرتنا على إيصال المستلزمات الطبية اللازمة، وطبعا من ضمنها الأدوية المنقذة للحياة.

لا نستطيع العمل، ويؤثر هدم البنى التحتية لهذه المستشفيات سلبا على عملنا. ويؤثر على توفر مياه الشرب النظيفة، وتوفر الكهرباء. بالإضافة إلى الاستهداف المباشر لهذه المؤسسات، مما يؤدي إلى إغلاق عدد من هذه المستشفيات، وبالتالي فقدان عشرات بل ومئات الآلاف من المرضى لخدمات هذه المؤسسات الصحية. وهذا للأسف ما يجري حاليا في غزة.

 

أخبار الأمم المتحدة: هل هناك أي من موظفي منظمة الصحة العالمية في منطقة شمال غزة؟

د. أحمد المنظري: يوجد لدينا موظفون منتشرون في جميع أنحاء غزة. لكنهم يتمركزون حاليا في مناطق الجنوب، يقومون برحلات يومية بالتنسيق مع المنظمات الأممية الأخرى، والسلطات الصحية في شمال غزة، من أجل إيصال مساعدات ومستلزمات طبية. 

ولكن يتم هذا في نطاق ضيق جدا بسبب انعدام الأمن في تلك المناطق.

أخبار الأمم المتحدة: هل تطلعنا على آخر التطورات بشأن إيصال المساعدات عبر معبر رفح وأيضا تسهيل عبور المصابين من القطاع إلى مصر؟

د. أحمد المنظري: منذ اللحظات الأولى لاندلاع هذه الحرب، قمنا كمنظمة بتوفير مستلزمات طبية من المخزن اللوجستي للمنظمة في دبي. ووصلت تقريبا خمس طائرات محملة بمئات الأطنان، محملة بالمستلزمات الطبية إلى مطار العريش، وتوجد حاليا عند معبر رفح في الجانب المصري جاهزة للانطلاق إلى داخل غزة.

عندما فُتِح المعبر لأول مرة بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر، دخلت أربع شاحنات من أصل 13 شاحنة تابعة للمنظمة تحمل مستلزمات طبية. وقمنا بتوزيعها على المستشفيات في شمال وجنوب غزة. ولدينا الآن شاحنات جاهزة للانطلاق إلى غزة تحمل مستلزمات طبية- بما فيها الأدوية المنقذة للحياة وأجهزة ومعدات. وننتظر الإذن بالدخول.