تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمم المتحدة: الإفلات من العقاب يفضي إلى مزيد من الجرائم ضد الصحفيين

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن حجم الإفلات من العقاب على الهجمات ضد الصحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام "أمر غير مقبول".

وأضاف فولكر تورك في بيان صحفي نشره اليوم بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين أن المعلومات الموضوعية تمكن الناس من القيام باختيارات سلمية، والمشاركة ذات المغزى في صناعة القرار.

وأكد أن وسائل الإعلام سواء كانت في الحياة الواقعية أو الافتراضية، تعمل كهيئات رقابية وأنظمة إنذار مبكر لنطاق كامل من الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان، و"هذا بالضبط السبب الذي يجعل الصحفيين في كثير من الأحيان هدفا للتهديدات والعنف وحتى القتل. لأن عملهم بالغ الأهمية لدعم حقوق الإنسان لنا جميعا".

مقتل 46 صحفيا

وأشار تورك إلى مقتل 46 صحفيا على الأقل هذا العام، "معظمم قتلوا في الأغلب عن عمد"، مضيفا أنه من غير المرجح أن تتم معاقبة الجناة، حيث يتم الإفلات من العقاب في 86 في المائة من الجرائم ضد الصحفيين.

وأكد أنه في العام الماضي، تم سجن 363 صحفيا، بزيادة قدرها 20 في المائة عن عام 2021، كما يتعرض المزيد من الصحفيين لدعاوى قضائية تعسفية، على أساس قوانين تفتقر إلى الوضوح بشأن التشهير، والتشهير الإلكتروني، ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني وما يسمى بـ "الأخبار الزائفة".

وشدد المسؤول الأممي على أن الصحفيات على وجه الخصوص يعانين من "مستويات لا تطاق" من المضايقات عبر الإنترنت، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى هجمات في الحياة الحقيقية.

إجراءات أكثر فعالية

وأشار مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى أن وجود اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين هو دليل على وجود هذه الانتهاكات، لتسليط الضوء على مثل هذه الجرائم، لكن "الفجوة واسعة بين الأقوال والأفعال. ولا يزال الصحفيون معرضين للخطر"

وأضاف أنه مع اقتراب إجراء عدد من الانتخابات المتنازع عليها بشدة- في عدد من الدول- يجب حماية حقوق الصحفيين بشكل أفضل.

ودعا الدول إلى تكثيف رصدها للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين وحرية الإعلام، من خلال سن قوانين تحمي حرية الإعلام، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان. 

وأشار أيضا إلى الحاجة إلى إجراءات أكثر فعالية من جانب أجهزة الشرطة والعدالة للتحقيق في الجرائم التي تستهدف الصحفيين بسبب عملهم ومقاضاة مرتكبيها.

"خسائر مروعة"

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش على الدور الحيوي الذي يؤديه الصحفيون ووسائل الإعلام في المجتمع.

وأكد في رسالته بمناسبة اليوم الدولي، أن الصحفيين "يدعمون الديمقراطية ويمكّنون لها ويُخضعون السلطة للمساءلة. ووجودهم ضروري للمؤسسات القوية والخاضعة للمساءلة ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة".

وقال أمين العام الأمم المتحدة إن هذه الوظيفة المهمة "تُعَرّض الصحفيين للخطر"، مضيفا أن التزامهم بالتحقيق وكشف الحقيقة يعني أنهم غالبا ما يستهدفون بالهجوم والاحتجاز غير القانوني بل والموت.

وأضاف أن مقتل ما لا يقل عن 88 صحفيا بسبب قيامهم بعملهم – وفقا لما ذكرته منظمة اليونسكو - هو عدد أكبر بكثير مما كان في السنوات السابقة. 

وأشار إلى أن "الصراع الحالي في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة يُوقع خسائر مروعة في صفوف الصحفيين".

إلحاق الضرر بالمجتمعات

وبحسب اليونسكو، قُتل أكثر من 1600 صحفي في جميع أنحاء العالم في الفترة ما بين عامي 2006 و2023، مع بقاء ما يقارب 9 من 10 حالات بدون حل قضائي.

وقالت اليونسكو إن "الإفلات من العقاب يفضي إلى ارتكاب المزيد من جرائم القتل"، وهو يدل في معظم الأحيان على تفاقم النزاع وعلى تداعي النظامين التشريعي والقضائي.

وأضافت المنظمة أنها تخشى من أن يؤدي الإفلات من العقاب إلى إلحاق الضرر بمجتمعات بأكملها من جراء إخفاء انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والفساد والجريمة. 

وطلبت اليونسكو من الحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام وجميع المعنيين بتعزيز سيادة القانون، المشاركة في الجهود المبذولة في العالم من أجل إنهاء الإفلات من العقاب.