تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مفوض الأمم المتحدة للاجئين يحذر من "العواقب الكارثية" للتصعيد في غزة وإسرائيل

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الأسابيع الثلاثة الماضية قدمت دليلا مدمرا على أن "تجاهل القواعد الأساسية للحرب" بما فيها القانون الدولي الإنساني، أصبح على نحو متزايد هو القاعدة وليس الاستثناء مع مقتل المدنيين الأبرياء بأعداد غير مسبوقة. 

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، أضاف فيليبو غراندي أنه لن يكون هناك سلام في المنطقة وفي العالم دون حل عادل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، بما في ذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أنه على مدى سنوات عديدة "لاحظتُ كيف كان حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يوصف دائما بأنه بعيد المنال. لكنه لم يكن بعيد المنال. لقد تم إهماله بشكل متكرر ومتعمد، وتم طرحه جانبا باعتباره شيئا لم يعد ضروريا".

وأشار إلى أن التعامل مع تجدد العنف المزمن، الذي يعقبه وقف مؤقت لإطلاق النار، "اعتُبر أكثر ملاءمة من التركيز على السلام الحقيقي". وقال غراندي "أتمنى الآن، وسط أهوال الحرب، أن نتمكن على الأقل من رؤية مدى خطورة سوء التقدير الذي وقع".

وأشار غراندي إلى أن مفوضية اللاجئين ليس لديها تفويض للعمل في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأضاف "من الواضح أن هذه الجولة الأخيرة والأكثر دموية من الصراع العنيف تهدد بإلحاق عواقب كارثية بالمنطقة الأوسع وما أبعد من ذلك، بما في ذلك الأماكن التي توجد فيها المفوضية بشكل كبير وتعمل فيها على المساعدة في حماية ومساعدة النازحين وحل محنتهم".

ووصف الصراع في غزة بأنه يشكل أحدث وربما أكبر قطعة من أحجية الحرب الأكثر خطورة التي "تحيط بنا بسرعة".

السودان ولبنان

وتطرق مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لما تشهده العديد من مناطق العالم من صراعات منها ما يحدث في السودان.

وقال غراندي "الآن يتزايد القتال من حيث نطاقه ووحشيته، ولا يؤثر إلا على شعب السودان، والعالم صامت بشكل فاضح، على الرغم من استمرار انتهاكات القانون الدولي الإنساني مع الإفلات من العقاب".

وأضاف أنه من المخزي أن الفظائع التي ارتكبت قبل عشرين عاما في دارفور يمكن أن تتكرر اليوم مرة أخرى وسط هذا القدر الضئيل من الاهتمام. ورحب باستئناف محادثات جدة بشأن الصراع في السودان آملا أن تساعد على الأقل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قريبا.

وأشار إلى الوضع في لبنان كذلك قائلا إن واحدا من كل أربعة أشخاص هو لاجئ فلسطيني أو سوري، وهو "عَرَض ملموس ليس لصراع واحد فحسب، بل لصراعين لم يتم حلهما على حدود هذا البلد الصغير".

وقال إن وجود 114 مليون لاجئ ونازح حول العالم هو عَرَض ملموس، ولكنه مهمل أحيانا للاضطراب الشديد الذي يعاني منه العالم حاليا.

عائلة لاجئة من دارفور في طريقها إلى بلدة أدري الحدودية في تشاد.
© UNHCR/Jutta Seidel
عائلة لاجئة من دارفور في طريقها إلى بلدة أدري الحدودية في تشاد.

إنفاق قليل 

وقال المسؤول الأممي إنه يبدو أن كل أزمة جديدة تدفع الأزمات السابقة إلى "غياهب النسيان الخطير. لكنها تبقى معنا".

وأوضح أنه يُطلب من العاملين في المجال الإنساني معالجة المشكلة ومساعدة المزيد من الأشخاص في مزيد من الأماكن، في حين يتم إنفاق القليل من رأس المال السياسي على صنع السلام.

وضرب غراندي مثلا بقدرة العاملين الإنسانيين على العمل "حتى عندما يكون الأمر صعبا"، قائلا إنهم إدراكا للعبء الاستثنائي الذي يمثله دعم ملايين اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، واصلوا العمل مع الحكومة السورية لسد هوة الثقة التي مازالت واسعة، وتهيئة الظروف للاجئين للعودة في نهاية المطاف طوعا وبأمان وكرامة. 

وأكد أن المفوضية تحتاج بشكل عاجل إلى 600 مليون دولار أميركي قبل نهاية العام، وأن التوقعات بالنسبة للعام القادم "قاتمة" حيث يقطع كبار المانحين المساعدات بينما لا يشارك آخرون في الدعم متعدد الأطراف.

وأضاف أن "وكالة الأونروا – التي أصبح دورها الحاسم الآن واضحا للجميع – تعاني من نقص مزمن في التمويل". وشدد على أن العاملين الإنسانيين يتمتعون بالصلابة، لكنها شارفوا على "نقطة الانهيار".

وختم غراندي إحاطته لمجلس الأمن الدولي بالقول: "هل ستستمرون في السماح بأن تكتمل أحجية الحرب هذه من خلال الأعمال العدوانية، أو من خلال انقسامكم، أو من خلال الإهمال المطلق؟ أم أنكم ستتخذون الخطوات الشجاعة والضرورية للرجوع من الهاوية؟"