Breadcrumb
الجمعية العامة تستأنف دورتها الاستثنائية الطارئة حول فلسطين وتبحث مشروع قرار من المجموعة العربية
بناء على طلب من عدد من الدول الأعضاء، استأنف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح اليوم، عقد الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة التي تحمل عنوان: "الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة".
ومن المتوقع أن تصوت الجمعية العامة غدا، الجمعة، على مشروع قرار مقدم من الأردن نيابة عن المجموعة العربية حول تطورات الوضع. وتضم قائمة المتحدثين 109 مندوبين ممثلين عن الدول الأعضاء والمنظمات.
في مستهل كلمته قال دينيس فرانسيس رئيس الجمعية العامة إن الاجتماع يأتي في ظل أخطر تصعيد للعنف والأعمال العدائية في الشرق الأوسط منذ عقود. وشدد على ضرورة الوقف الفوري للتوتر المتفاقم والعنف الذي لا يوصف والمعاناة المروعة.
وجدد إدانته للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ورفضه لعمليات القتل واحتجاز المدنيين كرهائن، بمن فيهم النساء والأطفال والمسنون.
وقال إن "وحشية هجمات حماس صادمة وغير مقبولة وليس لها مكان، وأكرر ليس لها مكان، في عالمنا. وبالمثل، أدين وأرفض أي استهداف عشوائي للمدنيين الأبرياء في قطاع غزة، وحجم الدمار الذي تلحقه إسرائيل بالبنية التحتية الحيوية. إن القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة وعواقبه مثير للقلق البالغ".
ودعا رئيس الجمعية العامة إلى الإفراج العاجل وبدون شروط عن جميع الرهائن، والوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية وبدون شروط، وفتح ممرات إنسانية بشكل فوري وغير مشروط.
فلسطين
رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، أول المتحدثين بعد رئيس الجمعية العامة، دعا الدول الأعضاء "لاختيار السلام، لا المزيد من الحروب" والتصويت على مشروع القرار المقدم للجمعية العامة، من أجل "وقف القتل" ووصول المساعدات الإنسانية لمن يعتمد بقاؤهم عليها.
وقال منصور في كلمته موجها حديثه للدول الأعضاء "اختاروا وضع حد لحرب ازدواجية المعايير لم نشهد مثيلها على مدار عقود. صوتوا لاستعادة مصداقية هذا المكان والقواعد التي يجسدها".
وأكد أن "الانتقام طريق مسدود"، وأن المسار الوحيد للمضي قدما هو العدالة، مضيفا "لا تشوهوا القانون، لا تخدعوا القانون". وطالب بالتوقف عن "الممارسات الانتقائية"، وألا يتم فقط تقديم تطمينات كلامية بشأن القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.
وحذر منصور من تداعيات عدم وقف العنف قائلا "لكل من احتشدوا لمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر من صنع البشر أو اتساع رقعة الصراع إقليميا، وهما هدفان مهمان، نقول: أوقفوا القنابل وإلا سيحدث الاحتمالان".
وشدد ألا شيء يبرر جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، مضيفا "ما من شيء يبرر مقتل طفل فلسطيني واحد".
وأوضح منصور أن 70 في المائة من القتلى في غزة من النساء والأطفال، "كلهم تقريبا من المدنيين"، كما دُمِر 40 في المائة من المنازل. وأفاد كذلك بأن موظفي الأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين والأطباء "يدفعون ثمنا باهظا لعملهم".
وتحدث منصور عن فقدان الصحفي الفلسطيني ومراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح لعدد من أفراد أسرته في قصف في غزة. وفي هذا السياق قال باللغة العربية بعد أن ألقى خطابه بالإنجليزية: "تبا لواقع تُقتل فيه غزة من جديد أمام كاميرات العالم... لكل من يبرر للقاتل أفعاله... تبا لكل من لا يقف مع شعبنا في غزة ويوقف المجزرة. تبا لهذا المنبر إن لم تقال منه كلمة حق".
إسرائيل
من جهته، قال جلعاد أردان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل ليست في حالة حرب مع الفلسطينيين، ولكن مع "منظمة حماس الإرهابية الجهادية التي تمارس الإبادة الجماعية"، ووصف الصراع الحالي على أنه بين "ديمقراطية إسرائيل الملتزمة بالقانون والنازيين المعاصرين".
وقال إن حماس لا تهتم بالشعب الفلسطيني أو بالسلام وهدفها الوحيد "إبادة إسرائيل وقتل كل يهودي على وجه الأرض". وقال السفير الإسرائيلي إنه "لا يوجد فيلم رعب يمكن مقارنته بالوحشية الخالصة التي قامت بها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر"، وقال إنه تم إحراق أطفال وسيارات إسعاف أثناء الهجوم من قبل "الوحوش الداعشية".
وأضاف أن حماس ارتكبت فظائع لم نشهدها منذ المحرقة (الهولوكوست)، وأن مهمة بلاده هي "استئصال هذا الشر من الأرض". وقال: "داعش كانت الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وحماس هي الدولة الإسلامية في غزة".
وقال أردان إن واضعي مشروع القرار، المقدم للجمعية العامة، يزعمون أنهم قلقون بشأن السلام، ولكن "لم يتم حتى ذكر المجرمين المنحرفين الذين بدأوا هذه الحرب". وقال مخاطبا أعضاء الجمعية العامة إن القرار يهين ذكاءهم.
وقال إنه لا يوجد شيء يمكن أن يغير أيديولوجية الإبادة الجماعية التي تتبعها حماس، وأخبر الأعضاء أن الحركة تعتمد عليهم لأنها متأكدة من أن "الأمم المتحدة ستستمر في إنقاذهم وتمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها" حسب تعبيره.
وقال إن إسرائيل تقوم "بمهمة إنقاذ" يمكن أن تنتهي الآن إذا "ألقت حماس أسلحتها وأعادت رهائننا وسلمت نفسها". وسأل واضعي القرار وأعضاء الأمم المتحدة لماذا لا يتحدون ويطالبون حماس بالقيام بذلك إذا كانوا يريدون السلام والحل الفوري.
وفيما تحتفل الأمم المتحدة بالذكرى الثامنة والسبعين لتأسيسها، قال السفير الإسرائيلي إن المنظمة أظهرت "أنها محطمة للغاية وفاسدة أخلاقيا لدرجة أنني لا أملك آمالا كبيرة في أن تصل إلى عامها التسعين ناهيك عن مائة عام".
الأردن نيابة عن المجموعة العربية
باسم مجموعة الدول العربية، استعرض وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مشروع القرار الذي من المتوقع أن تصوت عليه الجمعية العامة يوم غد الجمعة.
وأوضح أن القرار جاء "لأن مجلس الأمن لم يتحمل مسؤولياته"، مبينا أن مشروع القرار يسعى إلى ما تأسست الأمم المتحدة لتحقيقه وهو السلام والامتثال لأحكام القانون الدولي. وقال: "نعلم جميعا أن إسرائيل ستتجاهل هذا القرار لأنها تجاهلت الكثير من قرارات الأمم المتحدة قبله".
وناشد ممثلي الدول الأعضاء التصويت لصالح القرار واتخاذ موقف وأضاف: "فلنطلق صرخة واحدة. صرخة ضد سفك الدماء. فلنتحد من أجل السلم. فلنتحد من أجل العدالة. فلنتحد من أجل حق كل فلسطيني وكل إسرائيلي بأن يعيشوا أحرارا من ويلات الحرب ومن الخوف. ليكونوا قادرين على السعي نحو حياة مليئة بالأمل والفرص".
وفي رده على تصريحات المندوب الإسرائيلي التي قال فيها إن القرار لم يتناول معاناة الجانب الإسرائيلي، قال الوزير الصفدي إن القرار "يعترف بالألم الذي يعانيه الجانب الإسرائيلي ويندد بقتل المدنيين من الإسرائيليين والفلسطينيين. لا تدعوه يكذب عليكم".
وشدد الوزير الأردني على ضرورة اعتماد القرار "حتى نرسل رسالة إلى شعب فلسطين الذين يعيش في هذه الحرب. هذه رسالة تبين لهم أن المجتمع الدولي يراهم ويتألم لألمهم. ويؤمن بأن حياة الفلسطينيين مهمة أيضا".
وتابع قائلا: "قفوا لأجل السلام. فلتكن وقفة لأجل الحياة. فلتكن وقفة واضحة وثابتة".
وعلى غرار ما فعله المندوب الإسرائيلي، الذي طالب في نهاية خطابه بدقيقة صمت تكريما للضحايا الإسرائيليين، دعا الوزير الصفدي أيضا إلى المثل، لكنه قال إن ذلك "ليس (حدادا) على أرواح جانب دون الآخر. بل لحظة صمت ترحما على أرواح كل المدنيين وكل الأبرياء الذين قتلوا ويقتلون في هذه الحرب البشعة".
الدورات الاستثنائية الطارئة
عُقدت الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة لأول مرة في نيسان/أبريل 1997 بناء على طلب تقدم به الممثل الدائم لقطر بعد سلسلة من جلسات مجلس الأمن والجمعية العامة للنظر في بدء بناء مستوطنة هار هوما جنوب القدس الشرقية المحتلة.
ويجوز للجمعية العامة، عملا بقرارها المعنون "متحدون من أجل السلام" الصادر في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1950 أن تعقد "دورة استثنائية طارئة" في غضون 24 ساعة، إذا بدا أن هناك تهديدا للسلام أو خرقا له أو أن هناك عملا من أعمال العدوان، ولم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بشأنه بسبب تصويت سلبي (استخدام الفيتو) من جانب عضو دائم.
عقدت الجمعية العامة حتى الآن 11 دورة استثنائية طارئة، خمس منها حول الشرق الأوسط.