Breadcrumb
هيئة الأمم المتحدة للمرأة تحذر من تداعيات "الأزمة العميقة" على النساء والفتيات في غزة
عبرت نائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن بالغ القلق على حياة النساء والفتيات مع استمرار التصعيد في قطاع غزة وإسرائيل. وقالت إن ما يحدث هو "أزمة عميقة" لم تشهدها المنطقة منذ عقود.
تطرقت سارة هندريكس – في حوار مع أخبار الأمم المتحدة – إلى "التأثير غير المتناسب" للصراع على النساء والفتيات، مشددة على أهمية إدراك وتحديد "الاحتياجات ونقاط الضعف الخاصة والملحة للنساء ومعالجتها".
وأكدت أنه من الضروري دعم النساء والفتيات للوصول إلى المأوى الآمن، والحصول على الحماية، والرعاية الصحية للأمهات. وأضافت أن الاحتياجات الأساسية بما فيها المياه والصرف الصحي والغذاء والوقود، أمور بالغة الأهمية لبقاء النساء والفتيات ورفاههن. كما جددت الدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فورا.
وقالت هندريكس كذلك إن النساء الموجودات على الأرض في غزة، اللاتي شاركن في قيادة العمل الإنساني المستجيب للنوع الاجتماعي، يجدن أنفسهن الآن يتلقين ذلك العمل الإنساني.
فيما يلي النص الكامل للحوار مع نائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سارة هندريكس.
أخبار الأمم المتحدة: ما هو حجم تأثير الصراع الدائر حاليا على النساء والفتيات؟
سارة هندريكس: هذا بالفعل وقت مظلم وصعب للغاية. إنها أزمة عميقة لم تشهدها المنطقة منذ عقود. ونشعر بقلق بالغ إزاء تأثير ذلك على حياة النساء والفتيات. لقد فقد الكثيرون حياتهم بالفعل أو فقدوا أحباءهم.
وكان الهدف من المناشدة التي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة ضمان حماية النساء والفتيات في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة، والوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية.
لقد أصدرنا تقييما جديدا، وهو عبارة عن تقييم سريع واستجابة إنسانية للوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة. ويهدف هذا التقييم إلى تسليط الضوء على التأثير العميق للصراع المستمر على الناس في غزة، بمن فيهم النساء والفتيات بشكل خاص.
ونعلم جميعا من البيانات التي تتغير يوما بعد يوم وكل ساعة، أن الهجمات المروعة التي شنتها حماس خلفت أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي وآلاف الجرحى، بما في ذلك نساء وفتيات، وأن هناك ما يقدر بنحو 200 شخص من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال، محتجزين حاليا كرهائن.
ونعلم أن القصف المروع على غزة قد خلف 5087 قتيلا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بينهم 2055 طفلا و1119 امرأة. ستؤدي هذه الأعمال العدائية المستمرة وعواقبها الإنسانية الخطيرة للغاية إلى خلق مخاطر خاصة ونقاط ضعف لدى النساء في قطاع غزة.
ونعلم أنه حتى قبل الأزمة، كان الوضع في غزة سيئا. لقد كان الأمر فظيعا للغاية. وقد تدهور هذا الوضع الآن بشكل كبير.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي المخاطر التي يمكن أن تواجه على وجه الخصوص النساء والفتيات في خضم الصراع؟
سارة هندريكس: نرى تأثيرا غير متناسب على حياة النساء والفتيات. ونعلم بالفعل أن هناك أكثر من 500 ألف امرأة وفتاة في هذه المرحلة نزحن من منازلهن في غزة. بالإضافة إلى ذلك، تشير تقديراتنا إلى أن العنف قد أنتج ما يقرب من 900 أسرة جديدة تعيلها نساء (بعد مقتل شركائهن الذكور). هذه الأرقام حتى 18 تشرين الأول/أكتوبر.
وهذا العنف أدى إلى ارتفاع عدد النساء اللاتي أصبحن الآن أرامل ومسؤولات عن بيوتهن وأسرهن وعن احتياجاتهن.
وحتى قبل اندلاع العنف، أفاد تقرير الاحتياجات الإنسانية لعام 2023 بأن 668 ألف شخص لاسيما النساء والفتيات، أي ما يقرب من 30٪ من السكان، كانوا بحاجة إلى الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وبالتالي فإن ما يؤثر على حياة النساء هو ذلك التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب عدم وجود سكن مستقر، وبسبب النزوح، وبسبب استمرار العنف بصورة كبيرة. وإذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية، فسوف تستمر هذه الأرقام في الارتفاع.
ما نحتاج إليه هو وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية الآن مع إمكانية الوصول دون عوائق للمساعدات الإنسانية التي تشمل أشياء بالغة الأهمية لكل أسرة، ولكل حياة، بما فيها الغذاء والماء والإمدادات الصحية، وخاصة الوقود الذي يعتبر بالغ الأهمية لبقاء النساء والفتيات في قطاع غزة على قيد الحياة.
علاوة على ذلك، يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن هناك 540 ألف امرأة في سن الإنجاب في غزة، بينهن ما يقرب من 50 ألف امرأة حامل حاليا. ومن المتوقع أن تلد 5522 من هؤلاء النساء في الشهر المقبل فقط. ولذلك فمن المهم جدا أن يحصلن على الخدمات الصحية والرعاية الصحية الإنجابية الآمنة.
يخشى 98 في المائة من النساء على سلامتهن، ولكن مستويات الاكتئاب كانت كبيرة جدا بين النساء والرجال على حد سواء. لقد كان لديهم شعور باليأس، ويرجع ذلك جزئيا إلى البطالة الجماعية.
أخبار الأمم المتحدة: عندما يكون هناك صراع أو حرب، يتحدث الناس أكثر عن الاحتياجات الأساسية ولا يتحدثون عن احتياجات مجموعة بعينها. فما هي الرسالة التي توجهينها من أجل التأكيد على الاحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات أثناء الصراع، وما هي الأولويات لتوفير تلك الاحتياجات؟
سارة هندريكس: هذه المخاطر الخاصة تتطلب التدبر من منظور النوع الاجتماعي، لضمان تحديد الاحتياجات ونقاط الضعف الخاصة والملحة للنساء ومعالجتها.
تواجه النساء والفتيات اللاتي يلتمسن اللجوء في الملاجئ المكتظة التي تفتقر إلى الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والماء، وكذلك الخصوصية، مخاطر حماية متزايدة.
كما يفاقم تدمير المباني أو إلحاق أضرار جسيمة بها وفقدان المنازل، من ضعف النساء والأطفال، وخصوصا في بيئة ذات مستويات عالية بالفعل من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وبالتالي، يجب أن تولي الاستجابة الاهتمام لتلك الاحتياجات ونقاط الضعف الخاصة والعاجلة. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان أن يتم إدراك أولويات النساء والفتيات بصورة جيدة، مع استمرار الوضع الراهن.
أخبار الأمم المتحدة: لإعطاء صورة عن قرب، هل تحدثينا أكثر عن أبرز ما تسمعينه من خلال تواصلك مع فرق الهيئة الموجودة على الأرض؟
سارة هندريكس: تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة، المرأة الفلسطينية منذ عام 1997 لنيل حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. لدينا فريق على الأرض، وفي محادثاتي المباشرة مع أعضاء الفريق، أعربوا لي عن أن الأمور قد انقلبت، وأن النساء الموجودات على الأرض في غزة، اللاتي شاركن في قيادة العمل الإنساني المستجيب للنوع الاجتماعي، يجدن أنفسهن الآن يتلقين ذلك العمل الإنساني.
وهن أنفسهن يجدن أن احتياجاتهن واحتياجات أسرهن تعتمد على إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية. وهذا وضع لا مثيل له. لقد سمعت من زملاء في وكالة الأونروا أن هناك ما يكفي من الوقود لثلاثة أيام فقط.
نسمع من النساء والمنظمات التي تقودها النساء، وهن شريكاتنا الموجودات على الخطوط الأمامية، عن مدى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود بشكل خاص، الذي يعد بمثابة شريان الحياة لتوفير الخدمات الحيوية للمتضررين من الأعمال العدائية، والنازحين بسبب الحرب، وخاصة النساء والفتيات.
وفيما يتعلق بالأولويات المطلوبة الآن لحماية النساء والفتيات مع استمرار التصعيد، فإننا نكرر التأكيد على ضرورة ضمان حماية المدنيين.
وطالبنا بوقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية. وطالبنا كذلك بالإفراج الفوري عن الرهائن وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وهذا أمر بالغ الأهمية لبقاء النساء والفتيات في قطاع غزة في الوقت الحالي على قيد الحياة.
تعد المستلزمات المنقذة للحياة بما فيها المياه والصرف الصحي والغذاء والرعاية الصحية، أمورا بالغة الأهمية لبقاء النساء والفتيات ورفاههن، فضلا عن الوقود.
ومن الضروري أيضا أن يقترن هذا بدعم النساء والفتيات للوصول إلى المأوى الآمن، والحصول على دعم الحماية والرعاية الصحية للأمهات.
يجب أن تضمن الاستجابة حصول الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي على الخدمات الأساسية لدعم مقدمي الخدمات في اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع الاستغلال والانتهاك الجنسيين، في ظل تصاعد العنف والنزوح الداخلي.
وأخيرا، بينما يستجيب المجتمع الدولي لهذه الأزمة، نحتاج إلى الدعم والاستثمار بكل إخلاص في المنظمات التي تقودها النساء التي تقف على الخطوط الأمامية للاستجابة الإنسانية، والتي تعزز المشاركة الهادفة للمرأة في الاستجابة الإنسانية والسياسية.
إن هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى لتوفير شرايين الحياة- مثل صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني- التي توفر الموارد بصورة مباشرة للمنظمات النسائية في الخطوط الأمامية.