تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إثيوبيا: ملتزمون بالمحادثات حول سد النهضة والتوصل إلى نتيجة تفاوضية

شدد وزير خارجية إثيوبيا ديميكي ميكونين على أهمية التعاون الإقليمي، ورحب باستئناف المحادثات الثلاثية مع مصر والسودان حول سد النهضة.

وفي كلمته أمام المناقشة العامة السنوية للجمعية العامة قال ميكونين إن بلاده عازمة على التعاون مع جيرانها في مجالات التجارة والاستثمار والتكامل الإقليمي. وأضاف أن أي عوائق أمام الازدهار المشترك للمنطقة يجب أن تُعالج بنهج متضافر.

وقال إن التعاون الإقليمي يؤثر بشكل إيجابي على حياة الناس خاصة عندما تدعمه مشاريع بنية أساسية قوية. وأضاف أن سد النهضة الإثيوبي هو أحد تلك المشاريع التي "تلبي التطلعات التنموية المشروعة للإثيوبيين والمنطقة بأسرها".

وأضاف نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، أن بلاده ترحب باستئناف المحادثات الثلاثية مع مصر والسودان بهذا الشأن، مؤكدا "مواصلة الالتزام بالوصول إلى نتيجة تفاوضية تعود بالنفع على الجميع بتيسير من الاتحاد الأفريقي".

نظام أمني جديد

وفي كلمته أمام الجمعية العامة أكد وزير الخارجية الإثيوبي على الحاجة لإقامة نظام أمني دولي مشترك جديد يحترم سيادة الدول الأعضاء ويحول دون نشوب الصراعات.

وقال إن إثيوبيا باعتبارها مشاركا نشطا منذ عهد طويل في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام بأنحاء العالم، تشدد على أن إصلاح مجلس الأمن ليس خيارا ولكنه ضرورة قصوى.

وأكد أن تخصيص مقاعد دائمة لأفريقيا في مجلس الأمن الدولي، وفق ما تتضمنه الرؤية المشتركة للقارة الأفريقية، هو أمر مبرر سياسيا وأخلاقيا.

وفي وجه التحديات المتعددة التي يواجهها العالم قال ميكونين "إن علينا أن نسأل أنفسنا إذا ما كانت لدينا الإرادة السياسية الضرورية لاختيار الشراكة الدولية بدلا من التنافس الجيوسياسي. وإذا ما كنا مستعدين للعمل معا باتجاه العصر الواعد من الازدهار المشترك، ولإنقاذ كوكبنا وتحقيق تطلعات أكثر من 8 مليارات شخص".

ولكنه قال إن الحقيقة تتمثل في أن الاختيارات السياسية التي تُصعد التوترات وتهدد السلم والاستقرار في العالم، تتنامى. وأشار إلى زيادة الفقر والجوع وتراجع تحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

وتحدث عن تغير المناخ وآثاره المدمرة بأنحاء العالم، وقال إن أفريقيا والمناطق الأكثر عرضه لمخاطره، تتحمل أعباء غير متناسبة لتلك الأزمة. 

وشدد على ضرورة أن يكون مؤتمر المناخ الثامن والعشرون COP28  المقرر عقده في دولة الإمارات العربية المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر فرصة لاتخاذ إجراءات طموحة في هذا المجال.

إصلاح الأمم المتحدة

وفي كلمته قال وزير خارجية إثيوبيا إن بلاده والدول النامية الأخرى تطالب بإصلاح منظومة الأمم المتحدة بأسرها، وبإيجاد آلية متعددة الأطراف جامعة وفعالة تعمل بشكل عادل لصالح الدول النامية. 

وذكر أن مجموعة البريكس تناصر هذا المطلب، وأعرب عن امتنان بلاده لدعوتها للانضمام للمجموعة التي تضم البرازيل، الصين، روسيا، الهند وجنوب أفريقيا.

وانتقل ميكونين إلى الحديث عن اتفاق سلام بريتوريا الذي أنهى عامين من الصراع في شمال إثيوبيا. وقال إن الاتفاق تجسيد عملي لمبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية". 

وقال إن تطبيق الاتفاق يحقق تقدما كبيرا على الرغم من بعض التأخير في عمليات نزع السلاح وتسريح المسلحين وإعادة تكاملهم في المجتمع.

وأكد أن مواصلة تطبيق الاتفاق هو دليل واضح على التزام الحكومة الإثيوبية بحل الخلافات السياسية عبر الحوار والسبل الدستورية. وأكد التزام حكومته بتعزيز السلام والاستقرار بأنحاء البلاد، والسعي لإجراء الحوار للتوصل إلى الحلول السلمية الدائمة.