تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تقرير أممي يدعو لتحويل مياه الصرف الصحي من مشكلة إلى حل بيئي

قال برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن مياه الصرف الصحي يمكن أن توفر طاقة بديلة لنصف مليار شخص، وأكثر من عشرة أضعاف المياه التي توفرها قدرة تحلية المياه العالمية الحالية، علاوة على تعويض أكثر من 10% من الاستخدام العالمي للأسمدة.

وردت هذه المعلومات في تقرير أعده البرنامج بالتعاون مع المبادرة الدولية للصرف الصحي التي تضم عددا من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وممثلين للقطاع الخاص وأكاديميين وشركاء آخرين. 

كما شارك في إعداد التقرير الذي حمل عنوان "مياه الصرف الصحي، تحويل المشكلة إلى حل"، منظمة "غريد-أرديندال" البيئية غير الربحية التي تتخذ من النرويج مقرا لها.

وحث التقرير الحكومات والشركات على التعامل مع مياه الصرف الصحي باعتبارها فرصة للاقتصاد الدائري، بدلا من كونها مشكلة يجب التخلص منها. 

وأفاد بأن هناك فوائد متعددة لجمع مياه الصرف الصحي ومعالجتها وإعادة استخدامها بشكل فعال، بما في ذلك خلق فرص عمل جديدة ومصادر لتحقيق إيرادات. 

"تحقيق الوعد"

وأشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن 11 في المائة فقط من مياه الصرف الصحي المعالجة يتم إعادة استخدامها في أنحاء العالم، وأن حوالي نصف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في العالم لا تزال تصب في الأنهار والبحيرات والبحار. 

واقترح التقرير مجموعة من الإجراءات لتحقيق الاستغلال الكامل لإمكانات مياه الصرف الصحي بشكل آمن كمورد قيم، بما فيها تقليل كميات مياه الصرف الصحي المنتجة، ومنع التلوث وتقليله، وإدارة مياه الصرف الصحي للحصول على الموارد التي يمكن إعادة استخدامها بأمان.

وقالت المنسقة الرئيسية لفرع المياه البحرية والمياه العذبة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ليتيسيا كارفالو "يجب ألا ندع الفرصة تذهب هباء. لقد حان الوقت لتحقيق الوعد المتمثل في تحويل مياه الصرف الصحي إلى مصدر بديل للمياه النظيفة والطاقة والمواد المغذية المهمة".

أحد مشاريع المياه التي نفذتها منظمة اليونيسف في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNICEF/Gwenn Dubourthoumi
أحد مشاريع المياه التي نفذتها منظمة اليونيسف في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

تحويل الصرف الصحي إلى طاقة

وأوضح برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن مياه الصرف الصحي تفاقم من أزمة المياه العالمية، وخصوصا تلك التي تُصرف من المطابخ والحمامات والمراحيض، والنفايات الصناعية والزراعية السائلة، والمياه الناجمة عن العواصف. كما تؤدي المواد الكيميائية والعناصر الغذائية المفرطة في مياه الصرف الصحي إلى تدهور النظم البيئية، بما في ذلك التربة ومصادر المياه العذبة والمحيطات، ما يساهم في انعدام الأمن الغذائي وغير ذلك من المشكلات الاجتماعية الأخرى.

وأكد التقرير أنه رغم كل المخاطر، فإن مياه الصرف الصحي يمكن أن تكون حلا مناخيا عبر توليد الغاز الحيوي والتدفئة والكهرباء، كما يمكنها إنتاج طاقة تزيد بنحو خمسة أضعاف عن الطاقة المطلوبة لمعالجتها، وهو ما يكفي لتوفير الكهرباء لنحو نصف مليار شخص سنويا. 

وأضاف أنه من شأن إعادة استخدام النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم المستخرج من مياه الصرف الصحي أن يساعد في تقليل الاعتماد على الأسمدة الاصطناعية، الأمر الذي يعوض 13.4 في المائة من الطلب العالمي على المغذيات الزراعية.

وأفاد التقرير كذلك بأن الإدارة السليمة لمياه الصرف الصحي تجعلها قادرة على ري حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي الزراعية.

قصص نجاح

وأقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في التقرير بأن تحسين إدارة المياه وإعادة استخدامها هو أمر معقد، لكنه أشار إلى أن البلدان في جميع أنحاء العالم تتمتع بالخبرة التي يمكن البناء عليها وتوسيعها. 

وألقى التقرير الضوء على قصص نجاح في إدارة مياه الصرف الصحي في عدد من الدول مرتفعة ومنخفضة الدخل بما فيها مصر وألمانيا والدانمارك وإسرائيل والسنغال وتونس والسويد والصين.

وأكد مدير منظمة "غريد-أرديندال"، بيتر هاريس أن هناك حاجة لمواصلة الضغط لتحسين بعض الظروف الأساسية "إذا أردنا لهذه الإجراءات النجاح".

وأضاف أن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى حوكمة أكثر فعالية، واستثمارات، ودعم للابتكار، وتعزيز للبيانات، فضلا عن "تغيير سلوكنا جميعنا كأفراد ومؤسسات".

 

رابط التقرير