Breadcrumb
توفير التمويل المستدام يعزز التصدي لتحديات السلام والأمن في أفريقيا
قال الأمين العام للأمم المتحدة إن توفير تمويل مستدام ومرن لعمليات الاتحاد الأفريقي المعنية بدعم السلام سيعالج ثغرة خطيرة في هيكل السلم والأمن الدوليين وسيعزز جهود الاتحاد الأفريقي للتصدي لتحديات السلام والأمن في القارة.
جاء هذا في تقريره بشأن تنفيذ قراري مجلس الأمن 2320 (2016) و2378 (2017) المعنيين بتمويل عمليات الاتحاد الأفريقي لدعم السلام والذي استعرضته روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم الخميس.
وأكدت ديكارلو على حتمية توفير تمويل يمكن التنبؤ به ومرن ومستدام لعمليات دعم السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي، مشيرة إلى تقرير الفريق المستقل رفيع المستوى المعني بعمليات السلام الصادر عام 2015 والذي خلص إلى أن الافتقار إلى آليات تمويل مستدامة يمكن التنبؤ بها ومرنة لدعم عمليات السلام التابعة للاتحاد الأفريقي يقوض استدامتها وفعاليتها.
وإدراكا لهذا التحدي المشترك، قالت ديكارلو إن مجلس الأمن أعرب في القرار 2378 (2017) عن عزمه على مواصلة النظر في الخطوات العملية لإنشاء آلية يمكن من خلالها تمويل عمليات السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.
وقالت إن تقرير الأمين العام الذي قدمته اليوم يحوي توصيات بشأن تأمين مثل هذا الدعم للعمليات التي يقودها الاتحاد الأفريقي وتحديثا بشأن التقدم المحرز منذ عام 2017.
وبرغم أن الدعم الذي قدمته الأمم المتحدة والشركاء الآخرون كان مفيدا ومقدرا، إلا أنه غالبا ما اتسم بعدم القابلية على التنبؤ به، وفقا للسيدة ديكارلو.
وأشارت إلى أن الاتحاد الأفريقي عمل على مواجهة التحدي المالي الذي يواجه عملياته، بما في ذلك الالتزام بزيادة مساهماته المالية من خلال تنشيط صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي.
وشددت على ضرورة النظر إلى عمليات السلام التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي باعتبارها جزءا من مجموعة الاستجابات للأزمات في أفريقيا، إلى جانب آليات الأمم المتحدة المعمول بها.
يوم أفريقيا
ويصادف اليوم ذكرى مرور 75 عاما على إنشاء عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة، وبهذه المناسبة وقف أعضاء مجلس الأمن دقيقة صمت تكريما لأرواح من فقدوا أرواحهم في خدمة عمليات السلام الأممية.
كما يصادف اليوم أيضا يوم أفريقيا ومرور ستين عاما على توقيع ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية التي مهدت الطريق لتكوين الاتحاد الأفريقي.
وبهذه المناسبة، حيت السيدة ديكارلو البلدان الأفريقية على وحدتها وتضامنها المتنامي، وقالت إن التعاون بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة شهد نموا ملحوظا منذ توقيع الإطار المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لتعزيز الشراكة في السلام والأمن عام 2017.
وأوضحت أن المنظمتين ضمتا الجهود وعملتا معا بشكل وثيق بما في ذلك في جمهورية أفريقيا الوسطى والصومال وجنوب السودان والسودان. كما عالجتا مجموعة من القضايا المتعلقة بالسلام والأمن: مبادرات منع نشوب النزاعات وحلها، وحفظ السلام وبناء السلام، وحالة الطوارئ المناخية، والمرأة والسلام والأمن، من بين أمور أخرى.
وأضافت قائلة: "في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال، دعمت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لاستعادة النظام الدستوري في مالي وبوركينا فاسو وغينيا. واليوم، تدعم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) الجهود المبذولة لإحلال السلام واستعادة النظام بقيادة مدنية في السودان".
وقالت إن الاتحاد الأفريقي- وعلى مدى السنوات العشرين الماضية- أظهر استعداده لنشر عمليات دعم السلام على وجه السرعة استجابة للنزاعات المسلحة في القارة. فمن خلال بعثاته في بوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى وجزر القمر ومالي والصومال والسودان، ساهم الاتحاد الأفريقي في الحفاظ على السلام والأمن في القارة، بما يتماشى مع الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة.
وقد أظهرت تلك البعثات إرادة والتزاما سياسيين كبيرين، لكنها واجهت أيضا بعض المشاكل المتكررة من ضمنها نقص التمويل وغياب القدرات التشغيلية واللوجستية المطلوبة.
حاجة إلى نقلة نوعية في مفهوم عمليات السلام
كما تحدث في الجلسة السفير بانكول أديوي، مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، قائلا إن الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية ترمز إلى الأهمية والوعد ببناء أفريقيا حرة وموحدة وسلمية ومزدهرة.
وقال إن منظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي واصلا منذ الستينات المساهمة في بناء السلام العالمي والتنمية المستدامة والشاملة من أجل التقدم المشترك.
وأضاف: "ولكن مع ذلك، لا تزال أجزاء من أفريقيا بؤرة لانعدام الأمن العالمي. لا يمكننا الاستمرار في استخدام أساليب حفظ السلام التقليدية في مواجهة الطبيعة المعقدة للصراعات التي تنطوي على الإرهاب والتطرف العنيف. ثمة حاجة إلى نقلة نوعية في مفهوم العمليات من حفظ السلام إلى إنفاذ السلام".
ورحب بقرير الأمين العام والذي قال إنه بمثابة "دعوة إلى عمل مبتكر وملموس على أساس إدراك أنه بالإرادة السياسية والعمل المنسق، يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن التمويل الذي تمس الحاجة إليه من أجل معالجة عمليات دعم السلام المستمرة والمعقدة بشكل أفضل في أفريقيا".