Breadcrumb
الأمين العام أمام مجلس الأمن: حان الوقت للوفاء بوعودنا لحماية المدنيين من آثار الصراعات
"الحرب تعني الجوع، والصراع المسلح عامل رئيسي لانعدام الأمن الغذائي في العالم". هذا ما قاله أمين عام الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين أثناء الصراعات، التي بدأ كلمته فيها بالحديث عن الوضع في السودان.
قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش: "أقل من 6 أسابيع مرت منذ اندلاع الحرب في السودان، خلال هذا الوقت قُتل مئات المدنيين - منهم أفراد في أسرة الأمم المتحدة - وفر 250 ألف شخص من البلد. واُحتلت المستشفيات وهوجمت. وأفيد بأن أسعار السلع ارتفعت بمقدار 4 أضعاف. وتعرضت مخازن الإغاثة للنهب على مستوى هائل".
ورغم هول هذه الصورة إلا أنها ليست فريدة، إذ يُظهر تقرير الأمين العام لعام 2022 حول حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة أن الحرب تُدمر الحياة في مختلف أنحاء العالم.
المدنيون يتكبدون ثمنا باهظا للحرب
كان 94% من ضحايا الحروب في المناطق المأهولة بالسكان، العام الماضي، من المدنيين. ووصلت أعداد من تمكنوا من الفرار من القتال إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
وقال غوتيريش أمام مجلس الأمن "إجمالي عدد من أجبروا على مغادرة بيوتهم بسبب الصراع والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد وصل إلى 100 مليون لاجئ".
كما قوض العنف والسياسة والبيروقراطية جهود عمال الإغاثة وأعاقتها العقوبات المفرطة في اتساعها وتدابير مكافحة الإرهاب.
وقال أنطونيو غوتيريش إن الحظر الذي فرضته سلطات الأمر الواقع في أفغانستان (سلطات طالبان) على عمل النساء في قطاع الإغاثة الإنسانية، يؤدي إلى عواقب مهددة للحياة بالنسبة للنساء والفتيات.
الصراع سبب للجوع
وذكر الأمين العام أن الصراع المسلح عامل رئيسي لانعدام الأمن الغذائي في العالم، وأشار إلى أن أكثر من 117 مليون شخص عانوا من الجوع الحاد العام الماضي بسبب الحرب وانعدام الأمن في المقام الأول. ووصف ذلك بالأمر الشائن.
وقال إن تدمير البنية الأساسية الحيوية يقوض إنتاج الغذاء ويعيق توزيعه ويحرم الناس من المياه النظيفة. وضرب الأمين العام مثالا على ذلك بسوريا التي تقلصت مياه الشرب فيها بنسبة 40% مقارنة بما قبل الصراع.
الحرب وأزمة الغذاء
مشيرا إلى الدمار الذي يلحقه المقاتلون بالمحاصيل والماشية، وتلوث الحقول الخصبة بالمتفجرات، قال غوتيريش إن غزو روسيا لأوكرانيا ساهم في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسماد على مستوى العالم، بما أدى إلى آثار مروعة على أفقر سكان العالم.
وعندما يُضاف الصراع إلى أزمة المناخ، تشح المحاصيل ويجوع الناس. وهذا ما شاهده الأمين العام للأمم المتحدة أثناء زيارته الأخيرة للصومال قبل عدة أشهر.
وقال غوتيريش "بعد سنوات من الحرب، يمر الصوماليون بأسوأ جفاف يشهدونه منذ عقود. نحو 43 ألف شخص لقوا حتفهم بهذا السبب عام 2022 وحده، نصفهم من الأطفال. كما أجبر الملايين على ترك ديارهم".
الحلول
وفي ظل كل هذه التحديات، تحدث غوتيريش عن التدابير التي اتخذت خلال العام المنصرم لتخفيف آثار الصراعات على المدنيين.
وقال إن بعض أطراف الصراعات اتخذوا خطوات لحماية الأطفال والسماح لعمال الإغاثة بالوصول إلى المحتاجين.
وأضاف أن المنسق الأممي – المُعين حديثا – لمنع المجاعة يقود استجابة على مستوى منظومة الأمم المتحدة بشأن زيادة انعدام الأمن الغذائي.
كما تحدد أجندة العمل الخاصة بالنزوح الداخلي، خطة للاستجابة للأعداد القياسية للنازحين ومنع حدوث مزيد من الأزمات.
وساعدت مبادرة البحر الأسود ومذكرة التفاهم الموازية لها لتعزيز صادرات الأغذية والأسمدة الروسية، على استقرار الأسواق وخفض الأسعار وتخفيف أزمة الغذاء كما قال غوتيريش الذي أضاف أن أوكرانيا تمكنت من خلال المبادرة من تصدير أكثر من 30 مليون طن متري من الغذاء.
وشملت هذه الأطنان مواد غذائية منقذة للحياة نقلها برنامج الأغذية العالمي لدعم العمليات الإنسانية في أفغانستان وإثيوبيا وكينيا والصومال واليمن.
واختتم غوتيريش كلمته بالقول إن "المدنيين عانوا كثيرا من الآثار المميتة للصراعات المسلحة، وقد حان الوقت لأن نفي بوعودنا لحمايتهم".