تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إعصار موكا هو "سيناريو كابوسي" لملايين المستضعفين في ميانمار

قال القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في ميانمار، راماناثان بالاكريشنان، إن إعصار موكا هو "سيناريو كابوسي" حيث ضرب منطقة من البلاد كانت تشتد فيها الاحتياجات للمساعدة قبل وقوعه.

 

Tweet URL

وفي حديثه للصحفيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف عبر رابط فيديو اليوم الثلاثاء، قال السيد بالاكريشنان إن ما يقدر بنحو 5.4 مليون شخص كانوا في طريق الإعصار الذي اجتاح ولاية راخين وشمال غرب البلاد.

وأشار إلى أن 3.1 مليون من هؤلاء الأشخاص يعتبرون الأكثر عرضة لتأثيرات الأعاصير "من خلال جمع مؤشرات جودة المأوى وانعدام الأمن الغذائي وبالطبع ضعف القدرة على التكيف".

وأضاف: "حمل الإعصار رياحاً سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة مع اقترابه من الساحل، مما أدى إلى تمزيق الأسطح، واقتلاع الأشجار، وإسقاط خطوط الكهرباء، وتحطيم قوارب الصيد. لقد كانت تجربة مرعبة حقاً لأولئك الذين كانوا في طريق الإعصار، حيث لجأ الآلاف منهم إلى مراكز الإجلاء، وهم يواجهون الآن عملية تنظيف هائلة وجهود إعادة إعمار ضخمة في المستقبل".

بيوت واهية

أكد القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة في ميانمار أن حجم الأضرار لا يزال غير واضح بشكل كامل، لكنه يخشى الأسوأ "لأن غالبية الملاجئ في هذا الجزء الفقير للغاية من البلاد مصنوعة من الخيزران" ولن تصمد أمام الرياح التي جلبها إعصار موكا. وقال إن الاحتياجات الفورية للسكان المتضررين تشمل المأوى والمياه النظيفة والصرف الصحي.

وأضاف السيد بالاكريشنان: "أشار أحد قادة مخيمات النازحين الذين تحدثوا إلى فريق العمل الإنساني لدينا في سيتوي، إلى أن العاصفة ضربت المخيمات بشدة هذه المرة وتسببت في دمار وجرف الملاجئ والمراحيض".

وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، كان 17.6 مليون شخص في ميانمار بحاجة إلى مساعدات إنسانية قبل هذه الكارثة. وقالت الوكالة الأممية إن هذا العدد يوازي الأشخاص المحتاجين للمساعدة الإنسانية في أوكرانيا، ومن المرجح أن يزداد بمجرد تقييم آثار الإعصار بشكل كامل.

 مخيم تاي تشونغ للنازحين الذي دمره الإعصار في سيتوي، بولاية راخين، ميانمار.
OCHA/Pierre Lorioux
مخيم تاي تشونغ للنازحين الذي دمره الإعصار في سيتوي، بولاية راخين، ميانمار.

دعم المتضررين

قال المسؤول الأممي إن خطة الاستجابة الإنسانية لميانمار ممولة بنسبة تقل عن عشرة في المائة. وشدد على أهمية تأمين الموارد المالية اللازمة ودعم الجهات المانحة للاستجابة للاحتياجات الإضافية التي خلقها الإعصار ومواصلة الاستجابة الحالية في أنحاء البلاد.

من جهته، قال مدير الطوارئ الإقليمي لجنوب شرق آسيا لدى منظمة الصحة العالمية، الدكتور إدوين سلفادور، إن المنظمة بدأت بالعمل مع السلطات الوطنية والمحلية لتقديم الرعاية الصحية للمتضررين من الإعصار في كل من ميانمار وبنغلاديش، وحشدت الإمدادات الصحية لمعالجة مائتي ألف شخص، وقدمت أقراص تنقية المياه.

وقال: "نعطي الأولوية للإمدادات والمعدات التي يطلبها شركاء المجموعة الصحية. كما هو الحال في أي منطقة تشهد فيضانات. ويمثل الوصول إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي تحديا، لا يزال هناك خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه مثل الإسهال والتهاب الكبد والأمراض التي يسببها البعوض مثل حمى الضنك والملاريا".

كما أنشأت منظمة الصحة العالمية فريقا لإدارة الحوادث ومركز عمليات الطوارئ في مكتبها في يانغون المرتبط بالمكاتب الميدانية، بما في ذلك المناطق المتضررة من الإعصار، لتنسيق أنشطة الاستعداد والاستجابة.

وقال الدكتور سلفادور إن التقارير غير الرسمية تشير إلى تضرر 14 منشأة صحية في أنحاء البلاد، مضيفا أن المعلومات لا تزال تتوارد. وصرح للصحفيين بأن موظفي الأمم المتحدة يتوجهون إلى سيتوي، عاصمة ولاية راخين، لمعاينة الأضرار ولقاء العاملين الصحيين المحليين.

وفي هذا الصدد، شدد السيد بالاكريشنان على ضرورة عدم تسييس المساعدات الإنسانية، وقال إن مكتبه دعا إلى تسهيل تصاريح التنقل للوصول إلى المجتمعات المتضررة وتسهيل استيراد السلع. وأضاف: "قدمنا طلبات تصاريح التنقل بشكل مسبق ليتم نشر فرقنا، ونأمل أن تأتي هذه الموافقات في الأيام القليلة القادمة".

أطفال في مخيم للاجئين الروهينغا في كوكس بازار الذي ضربه إعصار موكا.
© UNICEF/Sultan Mahmud Mukut
أطفال في مخيم للاجئين الروهينغا في كوكس بازار الذي ضربه إعصار موكا.

تفادي الأسوأ

على الرغم من المخاوف السابقة، لم يتسبب إعصار موكا في إحداث نفس القدر من الضرر في مخيم كوكس بازار ببنغلاديش - وهو أكبر مخيم للاجئين في العالم ويضم ما يقرب من مليون شخص أغلبهم من الروهينجا. إلا أن الإعصار أثر على 21148 شخصاً من مجتمع الروهينجا في المخيم وتضررت حوالي 4500 أسرة، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وفي هذا الصدد، قالت المتحدثة باسم المفوضية: "اللاجئون الروهينجا في المخيمات والمجتمعات البنغلاديشية المجاورة هم الأكثر تضرراً، حيث تم تدمير آلاف الملاجئ والخدمات والمرافق، مما سيعرض الأسر لخطر أكبر خلال موسم الرياح الموسمية القادم".