تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مفوضية شؤون اللاجئين في مصر تقدم الخدمات العاجلة لآلاف الوافدين السودانيين

بدأت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملها في مصر عام 1954 بموجب اتفاقية مع الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الخارجية لتقديم خدماتها لطالبي اللجوء والنازحين. وبرز دور المفوضية في مصر في الأيام الأخيرة مع نزوح آلاف السودانيين الفارين من القتال الدائر في وطنهم والذي أدى إلى مقتل وإصابة الكثيرين.

مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب يرصد ما تقدمه المفوضية من خدمات ودعم للسودانيين الذين تفرقت بهم السبل بعد اندلاع القتال، وذلك من خلال لقائه مع الأستاذة كريستين بشاي المتحدثة الرسمية باسم المفوضية في مصر.

Soundcloud

فيما يلي نص الحوار.

أستاذة كريستين أرحب بك عبر إذاعة الأمم المتحدة وأسأل في البداية عن آلية عمل المفوضية في مصر؟

كريستين بشاي: مكتب المفوضية في مصر بدأ عمله عام 1945 بموجب مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الخارجية لنقدم خدمات متنوعة لطالبي اللجوء كالتسجيل وتحديد وضع اللاجئ والحماية والإعاشة والخدمات الصحية والتعليمية وحماية الأطفال ونقدم دعما ماليا للفئات الأكثر احتياجا ونعمل على إعادة التوطين والعودة الطوعية لبلد المنشأ ونعمل أيضا على تعزيز قدرات المجتمعات المستضيفة للاجئين لاستيعاب اللاجئين وطالبي اللجوء.

والي أي مدي يتم ذلك بالشراكة مع المؤسسات الحكومية المصرية؟

كريستين بشاي: شريكنا الرئيسي هو وزارة الخارجية ومن خلالها نعمل مع معظم الوزارات كالصحة والتعليم والتضامن الاجتماعي والمجالس القومية كالمجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

ونحن نتحدث لمستمعينا من محافظة أسوان جنوب مصر والتي تضم معبرين أحدهما في أرقين والآخر في قسطل يستقبلان الفارين من ويلات الحرب في السودان ماذا تقدم لهم المفوضية من خدمات؟

كريستين بشاي: تقوم المفوضية في مصر بتنسيق الجهود مع مكتب المنسق الإقليمي للأمم المتحدة وشركائنا من المنظمات الأممية على الأرض هنا في أسوان. نقدم، بالتعاون مع شريكنا الرئيسي في مصر وهي جمعية الهلال الأحمر المصري خدمات الإعاشة للنازحين على الحدود المصرية كالمأكل والمشرب والخدمات الطبية مع توفير مستلزمات أخري كالبطاطين والمفروشات. وأنشأنا دورات مياه متنقلة ومحمولة وبدأنا في تسجيل النازحين وطالبي اللجوء سواء من السودانيين أو غيرهم، لأن السودان كان يستضيف قرابة المليون  ومائة ألف لاجئ فر معظمهم من ويلات الحرب الدائرة هناك.

هناك نوعان من المساعدات العاجلة والآجلة تقدمهما المفوضية ما الفرق بينهما؟

كريستين بشاي: يتم التنسيق مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة لتقديم المساعدات الآنية كالمأكل والمشرب والملابس والأغطية كالبطاطين والأدوية وألبان الأطفال وأدوية الأمراض المزمنة. ونقوم مع الشركاء بتحديد الاحتياجات العاجلة والاحتياجات الأخرى على المدى البعيد لكن المهم الآن هو الإعاشة العاجلة.

ما هي الخدمات الأخرى التي تقدمها المفوضية في مرحلة ما بعد المساعدات العاجلة كالتسجيل والتعليم وغير ذلك؟

كريستين بشاي: يتقدم النازح أو اللاجئ للمفوضية لتحديد وضعه فيتم تسجيله من خلال ملف خاص به فيه كل المعلومات كالاسم والجنسية وغيرها. وبعد تحديد وضعه تصبح معظم خدمات المفوضية وشركائها متاحة له. وهنا أود الإشادة وتوجيه الشكر للحكومة المصرية التي تقدم خدمات الصحة والتعليم للنازحين واللاجئين كما تقدمها للمصريين. كما نقدم إعانات شهرية للأسر الأكثر احتياجا، وإعانات تعليمية للأطفال في سن الدراسة ونعمل على تعزيز قدرات المؤسسات التعليمية والصحية لاستيعاب اللاجئين ونقدم أيضا دعما قانونيا ونفسيا خاصة لمن خلفت الحرب آثارا نفسية سيئة لديهم.

في أسوان، جنوب مصر، كريستين بشاي المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر.
UNHCR/Hend Ahmed
في أسوان، جنوب مصر، كريستين بشاي المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر.

كيف تتعامل المفوضية مع الفئات الأكثر ضعفا كالنساء والأطفال وماذا تقدم لهم؟

كريستين بشاي: بشكل عام الحرب لا تفرق بين صغير وكبير أو بين رجل وامرأة أو طفل، غنيا كان أم فقيرا لكن وضع النازحين السودانيين هو الأكثر سوءا فنشاهد أسرا كبيرة من النساء والأطفال ولا عائل لهم وهم كما ذكرت الأكثر ضعفا لذا نخصص مساعدات عاجلة للسيدات الحوامل أو اللاتي يقتربن من موعد الولادة. وندرس مع شركائنا في منظمات الأمم المتحدة تقسيم هذه الحالات من النساء والأطفال وتحديد احتياجاتهم ومن ثم تقديم الخدمات المتنوعة لهم.

في ظل هذه الاحتياجات اليومية ومع هذا العدد الكبير من النازحين كيف للمفوضية أن تقوم بدورها تجاههم بالتعاون مع الشركاء؟

كريستين بشاي: بالتأكيد المفوضية وحدها لا تستطيع أن تلبي جميع احتياجات النازحين واللاجئين خاصة وأن التمويل لديها لا يكفي 50%ٌ من هذه الاحتياجات. وللأسف هذا العام ازداد الوضع سوءا مع اندلاع الاقتتال في السودان ومع وصول 10% فقط من الدعم المطلوب. الوضع لدينا أصبح كارثيا لذا نحتاج دعما عاجلا من الجهات المانحة لكننا نحاول أن نتغلب على تلك المشكلة بالتنسيق مع الشركاء في المنظمات الأممية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني المصرية والحكومة المصرية بحيث يحصل اللاجئ على احتياجاته من كافة الشركاء.

وكيف تقوم مفوضية شؤون اللاجئين بمتابعة اللاجئ بعد تقديم المساعدات العاجلة والآجلة؟

كريستين بشاي: نقوم بمتابعة اللاجئ أو النازح خاصة من ذوي الإعاقة وأصحاب الأمراض المزمنة من الفئات الأكثر احتياجا وتقديم الدعم المتاح من قبل المفوضية والشركاء.

كما سنقدم خدمة العودة الطوعية حال استقر الوضع في السودان وذلك طبقا لضوابط معينة تحددها المفوضية.

كما نعمل على إعادة التوطين لبلد ثالث وذلك لبعض الفئات الأكثر ضعفا وهذا لا يكون متاحا إلا لواحد في المئة فقط من اللاجئين على مستوي العالم لأنه يرتبط بإمكانات الدول المستضيفة.

والخيار الثالث لدي اللاجئ هو البقاء على ما هو عليه وهذا حال السودانيين الآن في مصر.

في ظل ندرة الموارد المالية المتاحة كيف يتم توزيعها على الأفراد والأسر خاصة الحالات المرضية المكلفة على سبيل المثال؟

كريستين بشاي: بالقطع مواردنا المالية لا تفي بكافة احتياجات اللاجئين ولذا نقوم بحصر آلاف الحالات وتصنيفها من حيث عدد أفراد الأسرة ووضعهم الصحي والتعليمي. وهنا أود التأكيد على أن الحكومة المصرية تعامل السودانيين كالمصريين في المؤسسات التعليمية والصحية.

وكيف تنسقون مع منظمات الأمم المتحدة كاليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل لخدمة اللاجئين؟

كريستين بشاي: تتعاون كافة الجهات الأممية لخدمة اللاجئين، كل في تخصصه وحسب آليات عمله فمثلا تقوم منظمة اليونيسف بتقديم أوجه الحماية والرعاية للأطفال والأمهات كما تعمل منظمة الصحة العالمية بمواجهة الأوبئة والأمراض المصاحبة لنزوح آلاف اللاجئين. وهكذا فالشراكة الأممية تصب في هدف واحد وهو تقديم الدعم والمساندة للاجئين بما يتناسب مع آليات عمل وأهداف كل منظمة.

في النهاية ما هو المطلوب كي تزيد الشراكة والتعاون لدعم آلاف اللاجئين السودانيين؟

كريستين بشاي: أود أولا أن أشكر الحكومة المصرية لفتح الحدود لمنح النازحين الحماية الدولية ومن هنا نحث جميع الدول المجاورة للسودان على فتح حدودها لاستقبال النازحين الباحثين عن الأمان والحماية الدولية. وكما تتكاتف المنظمات الأممية لمواجهة الأزمة نحتاج الآن لتكاتف المجتمع الدولي للدعم والمساندة للحكومة المصرية ولمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات المختلفة للاجئين.