تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تقديرات بأن 10 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض في غزة

جدد العاملون في المجال الإنساني في الأمم المتحدة التحذير من التأثير المدمر المستمر للحرب في غزة والحاجة إلى ضمان خطوط إمداد موثوقة لتوفير المساعدات للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها في القطاع. ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن الدفاع المدني الفلسطيني بأن أكثر من 10 آلاف شخص مفقودون تحت الأنقاض.

قال ماثيو هولينغورث القائم بأعمال المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين، متحدثا من مدرسة القسطل التابعة لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في دير البلح وسط غزة "إن ثلث الأسر التي تعيش هنا لديها أطفال دون سن الخامسة؛ الكثير من الرضع، والكثير من الأطفال"

وأضاف في مقطع فيديو نشره على حسابه على موقع إكس أن ما يحتاجه أولئك الأطفال هو المدرسة، والمزيد من المياه النظيفة، و"المزيد من الاستقرار. إنهم بحاجة إلى حياة طبيعية".

وأصبحت مدرسة القسطل التابعة للأونروا الآن موطنا لحوالي 2,400 عائلة نازحة. وقال هولينغورث إن "الناس يأتون من جميع أنحاء القطاع، من مدينة غزة، ومن خان يونس المجاورة، ومن جميع الأحياء المختلفة التي تأثر الناس فيها بفعل الحرب"

وأشار هولينغورث إلى أن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وشركاء دوليين ومحليين في المجال الإنساني عملوا سويا بنجاح من أجل تقديم المساعدة المنقذة للحياة في الشمال. وأوضح أنه في حالة مدرسة القسطل، شملت مساعدة المستفيدين الغذاء والمكملات الغذائية الخاصة للأطفال والرضع لضمان نمو صحي.

الآلاف تحت الأنقاض

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال في آخر تحديث له قال إنه في الفترة ما بين 29 نيسان/أبريل و1 أيار/مايو، قُتل 80 فلسطينيا وأصيب 118 آخرون، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وارتفع بذلك عدد القتلى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 34,568 فلسطينيا في غزة، فضلا عن إصابة 77,765 فلسطينيا، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ونقل المكتب عن الدفاع المدني الفلسطيني إفادته في بيان بأن ما يقدر بأكثر من 10,000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض في غزة، وأنهم يواجهون تحديات هائلة في انتشال الجثث، بما في ذلك نقص المعدات والآلات الثقيلة والأفراد، محذرين من أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات لانتشال الجثث باستخدام الأدوات البدائية المتوفرة لديهم. 

صبي من غزة ينظر إلى الدمار الذي سببه القصف في أحد أحياء القطاع.
© WHO
صبي من غزة ينظر إلى الدمار الذي سببه القصف في أحد أحياء القطاع.

ومن جانبها، أفادت الأونروا بوقوع أكثر من 360 هجوما على منشآتها منذ بداية الحرب، وأنه بالإضافة إلى القتلى والجرحى جراء الصراع، تأثرت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك بئر المياه التابع للوكالة في مدينة خان يونس.

وقالت لويز ووتريدج من قسم الإعلام في الأونروا، الموجودة في غزة، إن إعادة تشغيل البئر سيتطلب إزالة أطنان من الحطام الذي كشفت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أنه يحتوي على الكثير من المواد والشظايا الخطيرة، "مما يعني أنه بدلا من المجيء بالجرافات وإزالتها، يجب إزالتها قطعة قطعة وبأمان".

إعادة تأهيل مستشفى ناصر

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الجهود المشتركة من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاء آخرين للأمم المتحدة تتواصل لاستعادة الخدمات الصحية في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، بما في ذلك إعادة تأهيل بعض أجزاء المستشفى.

وأضاف أن أحد الشركاء في المجموعة الإنسانية قام بتسليم تسعة مكثفات أكسجين بسعة تصل إلى 10 لترات في الدقيقة، وهو ما يمثل أول دخول لمثل هذه الإمدادات الحيوية إلى غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

وقالت حُسنة دفع الله منسقة المجموعة الإنسانية الصحية إن هناك فريقا كاملا موجودا الآن على الأرض في مجمع ناصر الطبي بمن فيهم خبراء في الصحة وجراحون ومتخصصون في المياه والصرف الصحي والنظافة، إضافة إلى فريق هندسي.

وأوضحت أن خطة المجموعة "ليست فتح المستشفى ككل، كما كان من قبل، ولكن الحد الأدنى من الخدمات التي نتوقعها في مرافق الرعاية الصحية الثانوية على هذا المستوى، بما فيها الأمومة، وغرف العمليات، وقسم الطوارئ، وطب الأطفال، ووحدة العناية المركزة ووحدة حديثي الولادة".

أعمال هدم في الضفة الغربية

ونشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بيانات جديدة من الضفة الغربية المحتلة، تظهر أن هدم الممتلكات الفلسطينية والتهجير مستمران بلا هوادة.

وأشار المكتب في أحدث بياناته إلى أنه حتى 22 نيسان/أبريل الماضي، تم هدم أكثر من 380 مبنى في محافظات الضفة الغربية، مما أدى إلى تهجير 650 شخصا.

وأضاف أنه إذا استمر التدمير بهذا المعدل، فمن المتوقع بحلول نهاية العام أن يتم تدمير عدد قياسي يبلغ 1500 مبنى، وهو أعلى رقم منذ بدأ المكتب الأممي جمع البيانات في عام 2009.

وأظهرت البيانات أن محافظة القدس شهدت أعلى مستوى من الأضرار، حيث تم هدم 80 مبنى وتهجير 115 شخصا.